
في تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار في منطقة جبل الشيخ، تؤكد مصادر أهالي قرية حرفا الدرزية أن عصابات “الأمن العام” التابعة لسلطة الأمر الواقع (التي يرأسها أبو محمد الجولاني) تستعد لعملية عسكرية لاقتحام القرية، وذلك بعد أيام فقط من الحادثة الاستفزازية التي نفذتها الجماعة المسلحة يوم الجمعة الماضي.
وحسب معلومات من مصادر محلية مطلعة داخل حرفا، ونقلت أيضاً تسجيلات صوتية لأحد الأهالي يؤكد فيها أن “التجهيزات على قدم وساق، والمعلومات تشير إلى أن الاقتحام قد يكون يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل”.
المصادر كشفت أن تحركات مريبة تشهدها المنطقة، حيث تتجمع عناصر مسلحة تابعة للجولاني في عدة نقاط استراتيجية بمنطقة جبل الشيخ، قريبة من بلدة حرفا أهمها:
· بلدة مزرعة بيت جن: التي تحولت إلى نقطة تجمع رئيسية، رغم أن المعلومات الأخيرة تشير إلى أن جزءاً من هذه القوات قد انتقل منها.
· منطقة نبع الفوار: حيث تم رصد تجمعات مسلحة أخرى.
· معسكر الطلائع: الذي تشير المعلومات إلى خروج رتل عسكري من الشام باتجاه المنطقة، بتسهيل مباشر من سلطة الأمر الواقع.
وتعمل المصادر المحلية جاهدة لتتبع تحركات هذه القوات، والتحقق مما إذا كانت قد انتقلت إلى قرى مجاورة مثل حينة أو سعسع، في إطار ما يبدو خطة عسكرية محكمة لاستهداف قرية حرفا الدرزية.
البلعوس: الوجه الخائن مع القوات الغازية
من التفاصيل المثيرة للغضب التي كشفتها المصادر، وجود ليث البلعوس – المطرود من الطائفة الدرزية ومن محافظة السويداء – ضمن الرتل المسلح الذي اقتحم حرفا يوم الجمعة. ويذكر البلعوس بتورطه المباشر في سلسلة الجرائم ضد الطائفة الدرزية، بدءاً من المشاركة في عمليات السيطرة على المناطق الدرزية في ريف دمشق (جرمانا، الأشرفية، صحنايا، الصورة الكبيرة)، ووصولاً إلى دوره في الاجتياح الدامي لمحافظة السويداء في تموز الماضي، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 3000 شخص واختطاف المئات وتدمير عشرات القرى.
يأتي هذا التهديد المباشر في إطار سياسة منهجية تنفذها عصابات الجولاني ضد مناطق الطائفة الدرزية، والتي تشمل:
. استفزاز مبرمج كما حدث يوم الجمعة الماضي.
. تجميع قوات في نقاط استراتيجية حول الهدف.
. استخدام عملاء محليين مطرودين من المجتمع الدرزي لتسهيل المهمة.
. التذرع بمبررات أمنية وهمية لتبرير الاقتحام.
وقد حاولت عصابات “الأمن العام” تبرير اقتحامها السابق للقرية بأنه كان “لأغراض تأمين حفل التحرير”، في سردية تكرر نفسها مع كل عملية استهداف للمناطق الدرزية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التهديدات، لا يزال الصمت الرسمي يلف ممثلي الطائفة الدرزية في سوريا، وهو صمت يعكس – حسب مراقبين – حساسية الموقف والشعور العام بعدم الثقة في أي ضمانات قد تقدم، خاصة في ظل الذاكرة الجريحة لمجازر السويداء التي لا تزال قرى منها محتلة من عصابات الجولاني حتى اليوم
وتعيش الطائفة الدرزية في سوريا حالة من القلق العميق، حيث يستحضر الحديث عن مخطط لإقتحام قرية حرفا الدرزية سيناريو السويداء الأليم، ويعيد دق ناقوس خطر يذكر بالمأساة التي عاشتها محافظة السويداء قبل بضعة أشهر، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو الإبادة الجماعية وأعمال التهجير والقتل والحرق والاغتصاب والخطف من قبل سلطة الأمر الواقع.



